إعلان

تابعنا على فيسبوك

تقرير ألماني: ليبيا عادت إلى الحالة التي كانت عليها قبل ثورة الفاتح

جمعة, 29/09/2023 - 17:47

حذر تقرير نشرته جريدة جيلا نيوز الألمانية من العودة لحقبة الاستعمار ما قبل الفاتح مرة ثانية. وقالت: "إن من المقرر أن تسيطر الولايات المتحدة على قاعدة معيتيقة الجوية".

وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "أويا" أن الصراع مستمر بين القوى الأجنبية الكبرى حول نفوذ ليبيا ومواردها، والعودة إلى حقبة ما قبل الفاتح، وما وصفتها بخطوة أخرى نحو تقسيم البلاد.

وكشفت الصحيفة، إنه: "وبموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا، سيتم نقل أفراد عسكريين أتراك من قاعدة معيتيقة الجوية بالقرب من العاصمة طرابلس إلى مصراتة، على بعد حوالي 200 كيلومتر شرقًا. وسيتم بعد ذلك تسليم قاعدة معيتيقة الجوية بالكامل إلى القوات الجوية الأمريكية، وقد صدر بالفعل أمر إخلاء للسكان في المنطقة المحيطة بقاعدة معيتيقة الجوية. ويجب عليهم إخلاء منازلهم وشققهم بحيث يمكن إيواء أقارب الضباط وغيرهم من كبار أفراد الجيش الأمريكي الذين يستعدون بالفعل للانتقال هناك. 

وتابعت: "وهذا بدعوى أن السكان انتهكوا العقد المبرم مع إدارة الإسكان في القاعدة، وقد منحهم المدعي العام العسكري في طرابلس خمسة أيام كاملة لمغادرة منازلهم". وأشارت إلى أنه جرى بالفعل احتجاجات ضد سيطرة البنتاغون على منطقتهم السكنية.

وواصلت الصحيفة الألمانية: "إنه ومع سيطرة الولايات المتحدة على قاعدة معيتيقة الجوية، ستصبح العاصمة طرابلس وغرب ليبيا منطقة نفوذ أمريكية، بينما سيتم تقاسم السيطرة على مدينة مصراتة بين تركيا وإيطاليا".

وتتمثل الخطة في ضرب مدينة سرت وشرق ليبيا، إلى جانب بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية بين روسيا..فرنسا ..ومـ ـصـ ـر والإمارات العربية المتحدة. فيما يُسمح لفرنسا بالبقاء في الجنوب، في قاعدة الويغ الجوية، والتي منحها لها العقيد الأمريكي حفتر قبل بضعة أسابيع من أجل منح باريس وصولاً عسكرياً إلى منطقة الساحل و وخاصة إلى النيجر المجاورة.

وبخصوص أهداف الولايات المتحدة من ذلك، كشفت الصحيفة في تقريرها إن الولايات المتحدة تريد أيضًا أن يكون لها رأي في الجنوب، خاصة بمساعدة القاعدة العسكرية التي تركتها في النيجر، والتي تراقب منها جنوب ليبيا باستخدام طائرات بدون طيار.

وواصلت جيلا نيوز الألمانية: "الجميع يقاتلون من أجل مناطق النفوذ والوظائف، ويتفاوضون مع الجميع من أجل تقسيم ليبيا بما يرضي الدول الأجنبية بمساعدة "سياسيين" ليبيين راغبين، وتحويلها إلى مناطق اهتمامهم، بينما البلاد في حالة تدهور. لقد تم التخلي عنهم للانحلال والفوضى، وأصبح الشعب الليبي أكثر فقراً وأكثر ضعفاً، محروماً من
 كل نفوذ".

وحول تاريخ معيتيقة، كتبت الصحيفة: "قاعدة معيتيقة العسكرية تتمتع بتاريخ طويل، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالولايات المتحدة الأمريكية. وتم بناء القاعدة الجوية عام 1923 من قبل القوات الجوية الإيطالية التي كانت تحتل ليبيا آنذاك، وسميت بالملاحة. خلال الحرب العالمية الثانية كانت تخدم في البداية القوات الجوية الألمانية، ومن عام 1943 تم استخدامها من قبل القوات الجوية الأمريكية وفي عام 1945 تم تغيير اسمها إلى قاعدة ويلوس الجوية". 

بعد استقلال ليبيا الصوري، ظل المطار قاعدة جوية أمريكية في عهد الملك إدريس الأول، ولكن لم يكن مجرد قاعدة جوية؛ بل كان في بعض الأحيان أكبر منشأة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة. ووصفها سفير أمريكي سابق لدى ليبيا بأنها "أمريكا مصغرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط".

وفي 11 يونيو 1970 انتهى الرعب عندما قامت القيادة الثورية في ذلك الوقت، فقد طردت القواعد العسكرية الأجنبية على يد الفاتح - من البلاد. 

وكان اسم القاعدة في البداية هو عقبة بن نافع، ولكن تم تغيير اسمها فيما بعد إلى معيتيقة. وفي 16 أبريل 1986، قصفت الطائرات الحربية الأمريكية القاعدة كجزء من "عملية إلدورادو كانيون" التي تم تنفيذها ضد ليبيا في عهد إدارة ريغان وأودت بحياة العشرات. وفي عام 1995، تم وضع معيتيقة في الاستخدام المدني وتم استخدامها للتعامل مع الرحلات الداخلية وعدد قليل من الرحلات الدولية، وبعد حرب الناتو ضد ليبيا عام 2011، أصبح مطار معيتيقة تحت سيطرة الميليشيات، وتم استخدامه كمدرج للعمليات العسكرية وتم تخصيصه لمجمع سجون. 

وأضافت: "يبدو أن الوقت قد حان للبنتاغون لاستعادة القاعدة العسكرية في ليبيا".

واختتمت الصحيفة بالقول: "تحاول الولايات المتحدة إعادة الزمن إلى الوراء، لقد عادت ليبيا إلى الحالة التي كانت عليها قبل ثورة الفاتح عام 1969، عندما كان الملك إدريس الأول يخدم الحكام الأجانب. فهي مجزأة وممزقة، وعالقة في مجالات مصالح القوى الاستعمارية السابقة والجديدة التي تنغمس في رغباتها الجيوسياسية في الحصول على السلطة من ليبيا، بينما تسيطر في الوقت نفسه على موارد البلاد".

وشددت: "فقط حكومة ليبية حقيقية تمثل مصالح الليبيين حقًا هي القادرة على مواجهة ذلك وطرد الطبقة السياسية الفاسدة التي "تحكم" ليبيا حاليًا من السلطة من أجل إعادة بناء البلاد.
حان الوقت لبداية جديدة".