زيغيبو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الامريكي مابين1977 - 1981 الذي يلقب بكيسنجر الديمقراطيين يتحدث الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن الدور الذي قام به هذا الرجل في حرب افغانستان.
فيقول تحت عنوان: ( كيفا صنعت الولايات المتحدة الجهاد وتجارة المخدرات في افغانستان ) ؟
فينقل كلام بريجينسكي امام قادة الجهاد الافغاني حيث يقول لهم بالحرف ؟
"..لدينا فكرة عن إيمانكم العظيم بالله ونحن على ثقة بأنكم ستنتصرون؛ تلك الأرض هناك هي أرضكم سوف تعودون إليها في يوم من الأيام لان نضالكم سوف يسود وستمتلكون بيوتكم ومساجدكم مرة اخرى".. انتهى الإستشهاد....
السؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة مستشار الامن القومي الامريكي بجهاد المسلمين في افغانسان؟
وإذاكان النضال من اجل استعادة الارض مشروعا ويلقى هذا الدعم الامريكي الرسمي فلماذا لا يكون نضال الشعب الفلسطيني كذالك؟،!!
يقول بريجينسكي كنا نريد ان نهدي روسيا فيتنامها الخاصة بها؟ وقد بدء التوجه الامريكي نحو افغانستان قبل التدخل السوفيتي في افغانستان في 22 ديسمبر سنة 1989 ببضعة اشهر على الاقل حسب رواية محمد حسنين هيكل.؟ وقد استمرت الحرب قرابة 15 سنة انفق فيها الكثير من المال الإسلامي وسالت انهر من الدم الإسلامي من اجل تحقيق مكاسب استراتجية امريكية خالصة ؟؟تحدث عنها الأمريكان بالتفصيل .
تقول هيلاري اكلونتن في مقطع فيديو منقول عن شبكة سي ان ان الإخبارية الامريكية ...
( دعونا نذكر هنا أن أولائك الذين نقاتلهم اليوم ( القاعدة ) نحن من قمنا بدعمهم يوما ما ؟
فعلنا ذالك عند ماكنا عالقين في صراع مع السوفييت ولم يكن بإمكاننا ان نسمح لهم بالسيطرة على آسيا الوسطى ) !!!
إذن فهدف الحرب هو منع الإتحاد السفيتي من السيطرة على آسيا الوسطى وإدائه فتنامه الخاصه به ؟؟!!
وفي ابراز اكثر للدور الامريكي في تلك الحرب ينقل هيكل خبر ذالك اللقاء الذي جرى بين مستشار الامن القومي الامريكي بريجينسكي والرئيس المصري السادات حيث طلب من مصر ان تقوم المؤسسة الدينية في مصر بالحشد والدعاية ( للجهاد) في افغانستان
وان تقدم الحكومةمالديها من اسلحة سوفيتية ترسل إلى القتال وفعلا وافق السادات على ذالك وخصص مطار قنا العسكري للشحن الجوي إلى باكستان حيث تستقبل السي آي إيه والمخابرات الباكستانية تلك الاسلحة لتوزعها على الجماعات كما خصص السادات ميناء بور سعيد ليكون قاعدة خلفية لتخزين وشحن الاسلحة إلى ميناء كراتشي في باكستان ؟؟،،
وبعد يوم واحد من الإجتماع بالرئيس المصري السادات
اجتمع مستشار الامن القومي الامريكي بولي العهد السعودي انذاك الامير فهد بن عبد العزيز ووزير الدفاع الامير سلطان وكان المطلوب من السعودية ان تتكفل بالشق الاكبر من التكاليف المالية للحرب في افغانستان وان تقوم المؤسسة الدينية السعودية بالدعوة والحشد للجهاد في افغانستان وفي هذا الإطار ذهب اسامة بن لادن إلى افغانستان واسس مكتب خدمات المجاهدين الذي كانت تشرف عليه المخابرات الباكستانية وكيل المخابرات الامريكية في المنطقة حسب مقال محمد حسنين هيكل ..( كيف صنعت الولايات المتحدة الجهاد وتجارة المخدرات في افغانستان ؟)
السؤال الذي يطرح نفسه إذا كان الموضوع موضوع جهاد اسلامي في افغانستان ؟ فما علاقة امريكا بالموضوع ؟ وإذا كان جهاد امريكي لتحقيق اهداف وغايات ومصالح امريكية خالصة فما علاقة الدول العربية والإسلامية بالموضوع ؟ الغريب في الامر إلى درجة الوقاحه أن امريكا رغم هذا الإعتراف الرسمي بأنها هي من صنع القاعدة لاهداف استراتجية امريكية تتلخص في إسقاط الإتحاد السوفيتي كخصم آيديولوجي واستراتيجي ؟؟
تقوم بعد ذالك بسن بقانون يجرم افعال القاعدة ويلزم بعض الدول بالتعويض عن افعال القاعدة في 11سبتمبر إذا افترضنا انها هي الفاعل اصلا وليس المفعول به ؟بينما يقول المنطق ان تلك الدول هي التي بإمكانها ان تقاضي امريكا بجريمة توظيف ابنائها في الإرهاب خدمة لأهداف استراتجية امريكية تعترف بها امريكا نفسها ؟!!!؟،
خلاصة القول هنا هي لماذا كان العرب والمسلمون اسخياء إلى هذه الدرجة عند ما استولى حزب شيوعي على السلطة في افغانستان ووقع معاهدة دفاع مع السوفييت فقررت امريكا الجهاد لمنع الإتحاد السوفيتي من السيطرة على آسيا الوسطى حسب تصريح هيلاري اكلونتن ؟
ولا يحركون ساكنا عندما يتعلق الامر بالجهاد الإسلامي في فلسطين ردا على الإحتلال وجرائم الإبادة ؟ فهل جهاد حزب شيوعي في افغانستان اوجب واقدم عربيا واسلاميا من الجهاد في فلسطين ؟؟!!
بحيث نرى اليوم من يسفه افعال المجاهدين ممن كان ضالعا في الدعوة للجهاد الاميريكي في افغانستان؟؟!!
سيدي الخير ولد الناتي