إعلان

تابعنا على فيسبوك

عهد المأسسة والشورى الإسلامية

سبت, 03/02/2024 - 15:36

عندما أقول أننا في عهد المأسسة والشورى! فهذا يتطلب مني توضيحا لهذه المصطلحات ومقارنتها بالواقع المعاش ؟

أولا المأسسة أو المؤسساتية ؟
اعنى بالمأسسة هنا أن الدولة في عهد الرئيس غزواني أصبحت تسيرها المؤسسات في ظل اصلاح اداري حقيقي حقق مبدأفصل السلطات واستقلالية القضاء وحرية الصحافة في ظل القانون والمصلحة العامة وقيام المجتمع المدني فأصبح كل رئيس مرفق يتمتع بصلاحياته كاملة غير منقوصة كما هو شأن كل دول العالم ؟
وهنا يرد السؤال المحوري هل تم استغلال هذه الثقة والصلاحيات في الصالح العام أم أن اصحابها استغلوها لأنفسهم فقط ؟ وهنا تتعدد الإجتهادات لكن في جميع الأحوال فإن ذالك لا ينفى اهمية الإصلاح الإدارى وقيام دولة القانون والمؤ سسات الدستورية التي اثبتت نجاعتها في العالم اجمع ؟

المصطلح الثاني  هو الشورى! الإسلامية ؟

فما هي الشورى ! الإسلامية وأين نلمسها في هذا النظام ؟

الشورى! في الإسلام تعنى مشاركة الأمة في صنع القرار في دائرة الحلال فالشورى! عكساللديمقراطية لا تحل حراما ولا تحرم حلالا  وقد نقل الإمام القرطبي عن المفسر الكبير ابن عطية قوله ..( الشورى! من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام ومن لا يستشير أهل العلم والدين فقد وجب عزله وهذا مما لا خلاف فيه ) انتهى 
الإستشهاد .
وقد تحدث القرءان عن الشورى! في ثلاثة مواضع ؟

في الأسرة أول لبنة في المجتمع  فقال ..(  فإن أرادا فصالاعن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما. ................)
فجعل القرار داخل الأسرة يقوم على اساس التشاور والتراضى ؟

ثانيا جعل الشورى! من صفاة المؤمنين عامة ولا تقتصر على اقلية منهم فقال ...(  فما أوتيتم من شيئ فمتاع الحياة الدنيا وماعند الله خير وابقى للذين .. ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وامرهم شورى! بينهم .)
فهذه الصفاة عامة وليست خاصة بجماعه دون اخرى ؟؟

الثالثا الشورى! في النظام السياسي ...
وهي تعنى استشارة الأمة في طريقة إدارة شؤونها وهي فرض لانها نزلت على الرسول ص بصغة فعل الأمر وقد طبقها الرسول ص في اكثر من مناسبة قال تعالى ..( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين . )
والأحاديث في هذا الباب كثيرة ومعروفة لديكم جميعا؟
 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم  ولا يقتل مسلم بكافر ولا ذوعهد في عهده ) اوكما قال .
وكانت المرأة في صدر الإسلام تأخذا قرارا فيلزم الدولة الإسلامية كلها فقد اجارت ام هانئ بنت ابي طالب مشركا كان عليا يريد قتله واجارت زينب بنت الرسول ص زوجها العاص ابن الربيع فأقر الرسول  ص ذالك وقال ...( انه يجير على المسلمين ادناهم )  بغض النظر عن طبيعة ذالك الدنو هل هو جغرافي ام اجتماعي ؟ .

وقد تميز عهد فخامة رئيس الجمهورية بالشورى والإصغاء لكل الآراء بما فيها المعارضة والتشاركية السياسية من هنا قلنا انه عهد المأسسة والشورى الإسلامية و مما لاشك فيه أن موريتانيا اليوم تعيش عهد التأسيس والروح التشاركية التي تستوعب كل ابنائها في مقاربة سياسية وتنموية شاملة تهدف إلى الإقلاع الإقتصادي والإصلاح السياسي والإداري والمالي في ظل الأمن والإستقرار والتنمية الإقتصادية والإجتماعية التي تسيرها المؤسسات والقوانين والتخطيط العلمي والمصلحة العامة بعيدا عن المزاج الشخصي والمصالح الخاصة ؟؟ بعد ان وجدت موريتانيا القائد الوطني الحكيم الذي يمتلك الرؤية الإستراتجية والإرادة السياسية النظيفة من الأطماع الشخصية والمصالح الخاصة كما ويتميز بنظافة اليد والحس الأخلاقي الصامن بإذن الله للسير على الزهج الصحيح  انطلاقا من الرئيس لم يترشح للرئاسة أصلا من أجل ( الجاه والمال ) فقد ولد وعاش فيهما ولله الحمد بمقاييس عصره ومجتمعه ومادامت دوافع القائد وخلفياته ليست نفعية وشخصية فإنه يستطيع ان يخدم وطنه وشعبه خصوصا إذا كان يتمتع بالرصيد الثقافي الكافي وبالتربية الصوفية الصالحة وبالمصداقية التي تطمئن الشركاء في الداخل والخارج .

أجل ان المشروع المجتمعي الذي تقدم به فخامة رئيس الجمهورية الأخ محمد ولد الشيخ الغزواني   ( تعهداتي ) 
هو في واقع الأمر قفزة ووثبة نوعية في الخطاب السياسي المستوعب للخصوصية الموريتانية بكل ابعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية واىهادف حقيقة إلى بناء موريتانيا الواحدة الموحدة موريتانيا المتصالحة مع ءاتها وهويتها الثقافية والحضارية والمستوعبة لكل ابنائها واجيالها ومدارسها ومكوناتها السياسية والإجتماعية خلافا للمشاريع الحزبية ذات الأفق الضيق والنفس القصير والخلفية السلطوية البحتة.
وقد بدء بالفعل في تجسيد هذا المشروع المجتمعى الشامل عبر الخطوات اىتمهيدية التالية..

 1 أولا المصالحة السياسية والمجتمعية والإنفتاح الفعلي على المعارضة التي انتقلت في هذا الغهد من المراقب الهامشي المشيطن إلى الشريك السياسي الفعلى الذي انتقل من طور المراقبه الهامشية إلى طور المشارك في التسيير السياسي والإداري اليوميالحاضر في كل شأن  وطني فمثلت في الوزارات وفي الإدارات وحتى في مؤسسة الرئاسة وفي المرسسات الإعلامية والحقوقية الرسمية الأمر الذي قابلته المعارضة بدورها بتجاوب وطني واظهرت بذالك انها لم تكن تعارض من اجل المعارضة فقط وانما كانت تعارض طبيعه التسيير والفساد في البلد  وعندما يصبح رئيس الدولة يوشح بيده رئيس المعارضة وزعيمها التاريخي احمد ولد داداه في سابقة عربية وافريقية واسلامية  غير مسبوقة فإن أسلوب المعارضة في التعاطى مع النظام سيتغر أيضا 
؟
2 قبول الاغلبية الرئاسية في البرلمان طرح الوثيقة المقدمة من قبل المعارضة بخصوص التحقيق في فساد العشرية وهذه سابقة في تعاطى الاغلبية مع ماتطرحه المعارضة ماكانت لتتم لولا وجود مناخ سياسي هادئ؟
3 الدخول الفعلي لأول مرة في مشروع اللامركزية في موريتانيا من خلال اعتمادها في برنامج الحكومة وانشاء مجلس وطني للا مركزية تحت رئاسة فخامة رئيس الجمهورية وانشاء رابطة المستشارين الجهويين التي تضم 285 مستشارا جهويا ورابطة رؤساء الجهات التي تضم 13 رئيس جهة .
كما تم بناء13 مقرا اجتماعيا على المستوى في كل عواصم الولايات واقتناء 13 سيارة فارهة ررؤساء الجهات واعتبار رئيس الجهة هو الآمر بالصرف بدل الوالي وكلها خطوات مهمة في سبيل نقل الصلاحيات وتفعيل الجهات لا نقول انها كافية  فمازالت الجهات تتطلع إلى ان تصبح مثل نظرائها في الجنوب والشمال عبر تمتعها الفعلي بصلاحياتها الذاتية المنصوصة والصلاحيات المحالة وتغيير المرسوم الذي يحدد علاوة الدورة بى60الف اوقية تتكرر عليها الدورات دون ان تصرف علما انها لا تغطى اصلا نفقات البنزين فضلا عن الإقامة في الفندق ؟!

4الإنحياز الفعلي للشرائح الإجتماعية الأكثر هشاشة عبر برنامج تعهداتي واولوياتي والتضامن وداري وهويتي  وكلها خطوات حسنت من واقع هذه الفئات عبر التأمين الصحي وبناء المنازل للفقراء ورفع نسبة معاشات التقاعد 100في المائة   وجعلت  الشعب الموريتاني عموما شبه مؤمنا صحيا عبر هذا النظام الجديد التضامن الذي يدفع الشخص خلاله رسوما رمزية سنوية لا تتجاوز  2500 قديمة سنويا  !!!  
وعندما نضيف إلى هذه الإنجازات مآت المدارس المكتملة والمراكز الصحية والمستشفيات والطرق والسدود والكهربة  ونضيف قبل هذا وذاك ذالك القرار الإستراتيجي الذي اعتبره اهم قرار وطني ألا وهو قرار المدرسة الجمهورية الرامية إلى خلق الجيل الوطني المتجانس الذي لا يحتاج إلى مترجم بينه !!
عندها نعلم ان خطوات جدية تم قطعها نحو الرقي والبناء  وكذالك انجاز اسقاط  المديونية الفلكية للكويت نعلم اننا قطعنا اشواطا لا بأس بها رغم الظروف الإقليمية والدولية الصعبة على العالم اجمع وهو مايجعل الشعب الموريتاني بنخبه الفكرية والسياسية  يحتاج إلى الوعي بأهمية حماية هذه المكتسبات والدفاع عنها والدعاية لها .

سيدي الخير ولد الناتي