![](https://elbadil.info/sites/default/files/2024-02-17_21-59-01_009113.jpg)
حمّل الرئيس جو بايدن السبت تقاعس المشرعين الأميركيين مسؤولية سيطرة روسيا على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا، بينما يعرقل الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس إقرار 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تحتاجها أوكرانيا بشدة.
واتصل بايدن بالرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت “للتأكيد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا”، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وقال البيان إن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا جاء “بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونغرس، ما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر”.
وأكد بايدن “الدعم القوي من الحزبين في الحكومة الأميركية وفي أوساط الشعب الأميركي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”، داعيا الكونغرس إلى تمرير مشروع قانون الإنفاق بشكل عاجل بما في ذلك المساعدات المخصصة لأوكرانيا.
وكانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون قد قالت في وقت سابق “الأوكرانيون يواصلون القتال بشجاعة، لكن الإمدادات لديهم توشك على النفاد”، مضيفة أن أوكرانيا بحاجة إلى ذخيرة مدفعية ومعدات حيوية أخرى.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء السبت أنه تحدث هاتفيا الى بايدن وناقش معه الوضع على الجبهة، مؤكدا ثقته بأن الكونغرس الأميركي سيتخذ “قرارا حكيما” بالافراج عن المساعدات لكييف.
وكتب زيلينسكي على تطبيق تلغرام “أنا مسرور بأنه يمكنني التعويل على الدعم الكامل للرئيس الأميركي. نثق أيضا بالقرار الحكيم للكونغرس الأميركي”.
وكان سقوط مدينة أفدييفكا الصناعية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا بمثابة انتصار هام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأفدييفكا، على الرغم من التدمير الواسع الذي لحق بها حتى الآن، كانت رمزا لمقاومة أوكرانيا للغزو الروسي منذ عام 2014.
وجاءت تصريحات الدعم الأميركي في الوقت الذي تسعى فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن لطمأنة الحلفاء الغربيين في مؤتمر ميونيخ للأمن بأن دعم واشنطن لجهود كييف الحربية ضد الغزو الروسي سيستمر.
ومع جفاف التمويل الأميركي الحالي، كان حلفاء دونالد ترامب في مجلس النواب يعطلون المساعدات الحاسمة لأوكرانيا.
ويعارض ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل في السباق الرئاسي نوفمبر، مساعدة كييف، وقد استخدم نفوذه مؤخرا لعرقلة تشريع لإصلاح قوانين الحدود كان سيسمح أيضا بتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.
وفي حديث في ميونيخ في وقت سابق السبت إلى جانب زيلينسكي، قالت هاريس “فيما يتعلق بدعمنا لأوكرانيا، يجب أن نكون ثابتين ولا يمكننا ممارسة ألعاب سياسية”.
بدوره قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ اليوم السبت الوحدات العسكرية التي سيطرت على مدينة أفدييفكا الأوكرانية، وقائد هذه القوات.
وجاء في الموقع الإلكتروني للكرملين أن بوتين تلقى تقريرا من وزير الدفاع سيرجي شويجو يفيد بسيطرة الجيش على مدينة أفدييفكا.
وأضاف الكرملين في بيان “هنأ رئيس الدولة الجنود الروس على هذا النجاح، وهو نصر مهم”.
وكانت وكالات أنباء روسية قد ذكرت أن بوتين بعث ببرقية إلى قائد المجموعة التي سيطرت على المدينة، الكولونيل جنرال أندريه موردفيتشيف.
وقال بوتين في البرقية “أعبر عن امتناني للعمل العسكري المتميز الذي أبدته جميع القوات الخاضعة لتوجيهاتك والتي شاركت في معارك أفدييفكا”.
وشنت القوات الروسية هجمات متعاقبة للسيطرة على أفدييفكا منذ منتصف أكتوبر تشرين الأول. وكانت جماعات موالية لروسيا قد سيطرت عليها لفترة وجيزة في عام 2014 عندما استولت على مساحات كبيرة من شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادتها لاحقا.
وستمنح السيطرة على أفدييفكا دفعة معنوية لروسيا على الأرجح قبل الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل التي ستسفر بشكل شبه مؤكد عن فوز بوتين.
ويُنظر للسيطرة على المدينة أيضا باعتبارها خطوة رئيسية نحو سيطرة موسكو على دونيتسك، المدينة المحورية الواقعة على بعد 20 كيلومترا إلى الشرق، والتي تخضع للقوات الروسية وقوات موالية لها منذ عام 2014