يلا حظ المراقب للساحة السياسية ان طبقتنا السياسية منشغلة منذ العام61وحتى 2024 بحوار سفسطائي مرسل هو اشبه بالرحلة السيزيفية التي لا نهاية لها ؟؟
لماذا؟ لأننا ندخل الحوار بروع الإستأثار وتحقيق المكاسب الحزبية باسم الحوار لا بالحس الوطني والمشتركات العامة ( من امن واستقرار ووحدة وطنية )
وانطلاقا من ارضية واضحة المعالم كل طرف فيها يعرف حجمه وامكانياته ؟ ويحاور على ذالك الاساس ؟ وكل طرف يغلب المصلحة العامة والمشتركات العامة على المكاسب الحزبية والحركية ؟
لا بل ان الحزب الذي لا يمثل10في المائة في الساحة يحاول اصحابه بحكم البراعة اللغوية والمراوغة السياسية وشيئ من التآمر ان يحصل على نفس النتيجة التي يحصل عليها الحزب الحاكم والاغلبية الداعمة له ؟ ولم لا فكل شيئ في الحوار ممكن ؟؟
لذالك لم يعد للإنتخابات وإزادة الشعب عند هؤلاء اي قيمة ولم يعد الشعب هو مصدر السلطة وصاحب السيادة ولم يعد لدينا اي فرق بين مرشح ربح الإنتخابات ومرشح خسرها ؟؟!!
ففي بداية كل انتخابات لابد من الحوار وفي نهاية كل انتخابات حتى ولو خلت من اي طعن امام المجلس الدستوري فلا بد ايضا من الحوار ؟؟!!!
وكان الديمقراطية والتعددية والحملات الإنتخابية وصناديق الإقتراع والتعبير عن الإرادة الشعبية كل ذالك لا قيمة له ؟؟ فهو مجرد شكليات إجرائية لا تقدم ولا تؤخر في منطق السفسطة السياسية الشعبوية الموريتانية ؟؟
اقمنا حوارا سنة61 وءاخر سنة2003 وثالث سنة2005ورابع سنة 2011وخامس سنة 2015
ومنذ وصول الرئيس غزواني إلى الحكم وإلى اليوم وهو في حوار صادق وعملي مع المعارضة لدرجة اشراكها في التسيير الإداري اليومي وتمثيلها حتى في مؤسسة الرئاسة متجاوزا بذالك المفهوم التقليدي للديمقراطية القائم على ( حق الاغلبية في الحكم وحق المعارضة في الرقابة السياسية والنقد) وقد جرت هذه الإنتخابات بطريقة توافقية من البداية إلى النهاية لكن ذالك لم يحل دون دعوة البعض للحوار وافتعاله للازمات ؟؟!!
فما هو السبب ؟ وماهي خلفية الدعوة المستمرة للحوار؟
الجواب ان القوى السياسية عموما لاتهمها الديمقراطية في شيئ ولا تقيم اي وزن لإرادة الشعب وصناديق الإقتراع بل تريد بشكل صريح المحاصصة والحصول على جزء من كعكة السلطة ولتذهب الديمقراطية إلى الجميم ؟؟! هذهو الواقع !!
وأنا اقترح على الجميع القيام بعملية اندماج حزبي بموجبها تتكتل كل مجمعه من الاحزاب بينها قواسم مشتركة في جبهة واحدة بحيث تكون لدينا اربع جبهات سياسية كبرى تعبر عن مجموعات مجموعه متحدة من الأحزاب وهذا سيقلل من الصراع الحزبي على السلطة ويحافظ على اللحمة الإجتماعية من التشظى بفعل الصراع ويرشد الحياة السياسية من الميوعه وعندها يمكن لكل جبهة ان تحصل على تمثيل في الحكومة حسب حجمها وهذا هو الذي كانت تريد ؟؟
اما الدعوة للحوار بنكهة ومقصد محاصصاتي فلن تحل المشكلة إذ ان الحوار لن يعطي لاي حزب او جهة سياسية اكثر من حجمها الإنتخابي ؟
ولن يخرج من منطق الديمقراطية التعددية الذي يعنى حق الاغلبية في الحكم وحق الاقلية في المعارضة والرقابة والنقد
ملاحظة... هذا لا يعني عدم اهمية الحوار من اساسه ؟
فالديمقراطية يقال إنها حوار مستمر لكنه الحوار الموضوعي الذي يهدف لغايات ومقاصد كبرى وطنية وحضارية ولديه ثوابت وآليات ومنهج ومسلمات وقوانين ناظمة
اما ان يكون الحوار بديلا عن الديمقراطية والشرعية الإنتخابية ويكون اي سياسي تعطل محرك سيارته الشخصية يدعو إلى الحوار واي مرشح اصيب بزكمة يدعو إلى الحوار واي مرشح وصلته فاتورة الماء والكهرباء ولم يكن في حسابه البنكي مايسددبه الفاتورة يجعل من ذالك ازمة وطنية تستوجب الحوار وتتطلب فتح حوار جديد ؟فذالك اقرب إلى الفوضى والمراهقة السياسية ؟؟!!؟
سيدي الخير ولد الناتي