إعلان

تابعنا على فيسبوك

نصر الله: بمفردنا أو مع محور المقاومة ردّنا آتٍ أياً كانت العواقب

أربعاء, 07/08/2024 - 16:33

أكّد أمين عام “حزب الله” اللبناني السيد حسن نصر الله أنّ ردّ حزب الله “آتٍ إن شاء الله، وسيكون قوياً وفاعلاً، أيّا تكن العواقب”، متوعّداً بأنّ الحزب “قد يرد وحده أو ضمن ردٍّ جامع من محور المقاومة”، وقال “ان الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من الرد. والمعركة هي معركة نفسية وسلاح ودماء”.

والقى أمين عام “حزب الله” اللبناني السيد حسن نصر الله اليوم الثلاثاء، خطابا بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، وفي وقت يترقب فيه الشرق الأوسط ردا من إيران وحلفائها على اغتيال قياديين كبيرين في الحزب وحركة “حماس”.

زشدّد السيد نصر الله على أنّ حزب الله وإيران واليمن “ملزمين بالرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنّ “العدو ينتظر ذلك، ويحسب كل صيحة عليه هي الرد”.

وأضاف أنّ “المقاومة تتصرف بشجاعة وتأنٍ”، وأنّ  الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو “جزء من العقاب”.

وتابع السيد نصر الله أنّ “إسرائيل كلها اليوم تقف على قدم ونصف بفعل تهديد حزب الله وإيران”.

وأوضح أنّ “الإيرانيين والمحور معهم اليوم بيدبحو بالقطنة، بينما يقف الإسرائيلي وينتظر الرد”.

وهدّد السيد نصر الله، أنّ المصانع الإسرائيلية في الشمال “يمكن تدميرها في ساعة واحدة، أو نصف ساعة”.

وفي السياق، أوضح السيد نصر الله، أنّ “حساب العدو في الذهاب إلى حرب واسعة، وهو حساب معقّد”، مشيراً إلى أنّه “لا يحتاج إلى ذريعة عندما يريد الذهاب إلى حرب”.

كما أوضح أنّ  الإسرائيلي هو الذي “اختار التصعيد مع لبنان وإيران”.

وتعليقاً على خرق الاحتلال جدار الصوت في لبنان، قال السيد نصر الله إنّ  “العدو يلجأ إلى خرق جدار الصوت فوق الضاحية الجنوبية في محاولة استفزازية لأن عقلاتو صغار”، مضيفاً أنّ “أهم جدار صوت نقوم به هو إطلاق صفارات الإنذار في كيان العدو بمجرد إرسال المُسيّرات”.

وشدّد السيد نصر الله على أنّ “اغتيال كيان الاحتلال للشهيدين القائدين السيد فؤاد شكر، وإسماعيل هنية، يجب ألاّ يغطي على المشهد لإظهار أنّ إسرائيل منتصرة”.

وأوضح أنّ اغتيال القائدين شكر وهنية هو “إنجاز إسرائيلي”، ولكنّه “لا يغيّر في طبيعة المعركة”، مشيراً إلى أنّ ذلك “جعل وضع العدو أصعب، فعمليات الضفة تصاعدت والهجرة العكسية ارتفعت، إضافةً إلى الأضرار التي يواجهها على الأصعدة كافة”.

وأردف السيد نصر الله بالقول: “نحن في معركة لها أفق، وندعو المقاومة في غزة والضفة إلى المزيد من الصبر والصمود، كما ندعو جبهات الإسناد إلى الاستمرار في العمليات كما في الأشهر الماضية”.

وقال، في السياق، إنّه “استشهاد القائد هنية خسارة كبيرة لحماس والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ومع ذلك المقاومة مستمرة في عملياتها التصاعدية ضد الاحتلال في غزة والضفة”.

كذلك دعا السيد نصر الله  الشعب اللبناني إلى إدراك حجم المخاطر القائمة، مؤكّداً أنّه “لا يجب على أحد الخوف من انتصار المقاومة”.

وتوجّه إلى من لا يؤيد المقاومة الإسلامية في لبنان، بدعوته إلى “عدم طعنها في الظهر، وعدم المشاركة في الحرب النفسية ضدّها”.

وفي إطار حديثه عن التطورات في فلسطين المحتلة، ومشروع إقامة دولة فلسطينية، أوضح السيد نصر الله أنّ المعركة القائمة “ميدانها المركزي فلسطين وقطاع غزة والضفة، وتضاف إليها جبهات الإسناد”.

ولفت إلى أنّ “الظروف تطورت في الآونة الأخيرة، بطريقة تساعد بقوة على فهم طبيعة الأهداف التي تسعى إليها حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، كتصريح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي اعتبر أنه من العدل قتل مليوني فلسطيني في غزة إذا لم يرجع الأسرى الصهاينة”.

كذلك، بيّن السيد نصر الله أنّ من التطورات المهمة “رفض الكنيست قيام دولة فلسطينية بإجماع كبير في كيان العدو على ذلك، بمعزل عن طبيعة هذه الدولة”.

وعليه، أكّد أنّ هذه التطورات “تهم كل من يراهن في فلسطين أو في العالم العربي والإسلامي على مسار تفاوضي لإقامة دولة فلسطينية، وصفعةً لهم جميعاً، ولكل الدول العربية التي تتبنى “مبادرة السلام العربية”.

وبشأن التطورات في غزة، قال السيد نصر الله إنّ “نتنياهو لا يريد وقفاً للحرب ولإطلاق النار، ويصر على ذلك في كل الصفقات”، بل “يريد إخضاع غزة والسيطرة الأمنية المطلقة عليها”.

وأضاف أنّ “الإسرائيلي يقول للجميع وللمجتمع الدولي أنه لا يوجد دولة فلسطينية، ولا يقبل دولة فلسطينية حتى في غزة”.

أمّا الضفة، فتقصف بسلاح الجو والمسيّرات، فيما المشروع هناك هو “توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن وضمها رسمياً”، وفق ما أكد السيد نصر الله.

وأردف أنّ “هناك مشروع صهيوني يقول إنّه لا دولة فلسطينية”، ورأى أنّه “إذا انتصرت حكومة نتنياهو في غزة والضفة، فهذا يعني أنّ المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية سيكونان في خطر كبير”.

وأضاف أنّه “لو هُزمت المقاومة في غزة – ولن تُهزم – فلن تبقي إسرائيل أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية، ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامها الحاكم، ولا سوريا وصولاً إلى مصر”.

وبيّن أنّ المشروع الحقيقي لنتنياهو وحلفائه هو “جعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين”، مشدداً في الإطار على أنّ “الخطر الإسرائيلي اليوم لا يواجه بالخوف والخضوع”، وأنّ هدف هذه المعركة هو “منع إسرائيل من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية”.

وفي هذا السياق، بيّن السيد نصر الله أنّه “لم يحصل أي تقدم سياسي منذ 31 عاماً حين تم عقد اتفاق أوسلو”، مشدداً على أنّ “الكلام الأميركي عن دولة فلسطينية هو نفاق وكذب، لأنّ أي تصويت بشأن دولة فلسطينية في مجلس الأمن يرفع الأميركي حق النقض الفيتو”.

كما لفت، في الإطار، إلى أنّ الأميركي “يُخادع العالم بأنّه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه، في حين أنّ ذلك كله كذب لأنه يزوّده بأطنان من السلاح”.

وأضاف السيد نصر الله أنّه “عندما تحدثت إيران وحزب الله عن ردٍ على إسرائيل التي ترتكب المجازر، أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنّها ستدافع عن إسرائيل”.

وأوضح، خلال خطابه، أنّ “الدفاع الأميركي عن إسرائيل هو مؤشر على أنّها لم تعد كما كانت من حيث القوة والهيبة”، مشيراً إلى أنّ  “إسرائيل التي حاربت عام 1967 و1973 أقوى جيوش المنطقة، هي الآن خائفة من الرد الإيراني ورد حزب الله وتستعين بالدول الغربية والولايات المتحدة لتدافع عنها”.

وأشار إلى أنّ “مسيرات حزب الله وصلت إلى شرق مدينة عكا على الرغم من أنّ الرادارات الإسرائيلية والأقمار الصناعية الأميركية في قمة استنفارها خشية من الرد”.

وقال السيد نصر الله، في كلمته المتلفزة إن “المعركة مع إسرائيل دخلت مرحلة جديدة”، مضيفا أن إسرائيل “لا تعرف أي خطوط حمراء تجاوزت وأي عدوان ارتكبت”. وتعهّد نصر الله بأن “الحزب سيرد على اغتيال قائده العسكري، فؤاد شكر، على يد إسرائيل”، مؤكدا أن “الحزب يبحث عن رد حقيقي وليس شكلي”، قائلا: “بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.

وحول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، قال نصر الله، إن هذا الأمر “مس بشرف إيران” وليس سيادتها فقط، مشددًا على أنه يختلف عن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، في شهر نيسان/ أبريل الماضي.

وأضاف السيد نصر الله “يكمن سر قوتنا في الاستمرار لأن النيل من قادتنا لن يمس بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق”.

وتابع “الشهيد السيد فؤاد شكر من الجيل المؤسس في المقاومة ولكن إضافة إلى ذلك كان من القادة المؤسسين.. السيد “محسن” (الاسم الحركي للقيادي فؤاد شكر) بدأ مقاتلا وسريعا ما ظهرت مواهبه القيادية وكان حاضرا دائمًا في كل معارك المقاومة الأساسية..وكان على صلة بالعمليات النوعية وخاصة الاستشهادية منها.”

وقال السيد نصر الله ان “غرفة العمليات المركزية في حرب “تموز” كانت في عهدة السيد “محسن” ولم يغادرها طوال 33 يوما.. السيد فؤاد شكر من العقول الاستراتيجية في المقاومة كان يفكر بكل الأمة وثريًا بالأفكار ولديه قدرة عالية على التخطيط.. منذ اليوم الأول لبدء طوفان الأقصى بدأ السيد “محسن” بالتحضير والترتيب لمعركة الإسناد وكان موجودًا في غرفة العمليات طيلة فترة المعركة.. كان يملك ثقافة دينية كبيرة وثقافة عامة واسعة وقدرة بيان جيدة جدا”.

واكد السيد نصر الله ان “المعركة القائمة تشكل فلسطين وقطاع غزة والضفة ميدانها المركزي وتضاف إليها جبهات الإسناد”.

وتابع “في الآونة الأخيرة تطورت ظروف تساعد بقوة على فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) المتطرف كتصريح وزير المالية الإسرائيلي الذي اعتبر أنه من العدل قتل مليوني فلسطيني في غزة إذا لم يرجع الأسرى الصهاينة”.

واضاف “من التطورات المهمة رفض “الكنيست” قيام دولة فلسطينية..هناك شبه إجماع كبير في كيان العدو على رفض إقامة دولة فلسطينية بمعزل عن طبيعة هذه الدولة وهذا تطور مهم لكل من لا يزال يراهن على مسار تفاوضي لحل القضية الفلسطينية”.

واضاف “نتنياهو لا يريد وقفا للحرب ولإطلاق النار ويصر على ذلك في كل الصفقات.. نتنياهو يريد إخضاع غزة والسيطرة الأمنية المطلقة عليها.. مشروع نتنياهو في غزة هو اقتلاع أهلها وتهجيرهم نحو مصر أو إلى مكان آخر، والإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزة لأنهم يرون فيها خطرا وجوديا ولو في اعترف بها دوليا فقط في غزة”.

تابع ان “الضفة ُتقصف بسلاح الجو والمسيّرات والمشروع هناك هو توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن وضمها رسميا.. الإسرائيلي يقول للجميع وللمجتمع الدولي إنه لا يوجد دولة فلسطينية”.

واشار السيد “إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأمريكي الصهيوني على المقاومة في غزة والضفة سيأتي الكيان القاتل للأطفال للتسيّب في المنطقة، ونحن أمام مخاطر بأن يتسيد كيان الاحتلال المنطقة، وهناك نفاق أمريكي عجيب، والأمريكي مستنفر بالدفاع عن اسرائيل التي ترتكب المجازر وهذا دليل على أن اسرائيل لم تعد قوية كما كانت بدليل عملية “الوعد الصادق” الإيرانية”.

واكد ان “إسرائيل الخائفة من الرد الايراني أو رد “حزب الله” تستنجد الأمريكي ودول غربية وهذا دليل تراجع الردع الاسرائيلي وهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها”، مؤكدا “إذا انتصرت حكومة نتنياهو في غزة والضفة فهذا يعني أن المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية سيكونان في خطر كبير”.

واشار السيد نصر الله الى ان “الرادارات “الإسرائيلية” والأقمار الصناعية الأمريكية في قمة استنفارها خشية من الرد واليوم وصلت مسيراتنا إلى شرق مدينة عكا”.

وتابع “اذا هزمت المقاومة في غزة ستنتهي المقدسات المسيحية والإسلامية و المخاطر ستمتد إلى لبنان والنظام الأردني الحالي، لأن المشروع الحقيقي لنتنياهو هو الوطن البديل، المخاطر أيضا على سوريا وعلى مصر وكل دول المنطقة، وامام مرأى العالم فعلت إسرائيل ما تفعل وهو صامت.. الخطر الإسرائيلي لا يُواجه بدس الرؤوس في التُراب والهروب من العاصفة لأن العدو يقاتل بدون خطوط حمراء” مؤكدا ان “هدف هذه المعركة منع إسرائيل من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية والمطلوب المواجهة والتصدي وعدم التردد وعدم الخضوع وهذا واجب إنساني وشرعي”.

وتابع “الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع إسرائيل من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية”، على كل إنسان شريف أن يواجه، وهدف هذه المعركة هو منع إسرائيل من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية.. هذه المواجهة لها أفق انتصار تاريخي كبير”.

وقال السيد نصر الله “اغتيال القائدين شكر وهنية هو إنجاز إسرائيلي ولكنه لا يغيّر في طبيعة المعركة، وجعل ذلك وضع العدو أصعب فعمليات الضفة تصاعدت والهجرة العكسية ارتفعت إضافة لضرر على كافة الأصعدة، وإسرائيل ما زالت في وضعٍ صعب حتى ما بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية والشهيد السيد فؤاد شكر، بل هي أصبحت في وضع أصعب وفق اعترافها، نحن في معركة لها أفق”.

ودعا السيد نصر الله  المقاومة في غزة والضفة الغربية و”من موقع الشراكة في الدم والجهاد والمصير والمستقبل إلى المزيد من الصبر والصمود”.

وقال “إيران ألزمت بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق والآن ملزمة أن تقاتل (إسرائيل) بعد اغتيال الشهيد هنية في طهران وليس مطلوبا من إيران وسورية الدخول في القتال، دعوتنا لجبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزة رغم التضيحات”.

كما دعا الدول العربية لأن تستيقظ أمام الخطر الذي يهدد المنطقة لأن تعيد النظر في سلوكها أمام المخاطر التي تتهدّد المنطقة والمطلوب من إيران وسورية الدعم السياسي والمادي والعسكري والتسهيلات.

وتابع “على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدو”.