رغم أني لست بمتهم على الشباب الذي غادرته مذ حجج ، وجلل مفارق رأسي لون الثغامة الأشهب ، مع ذلك فإن رأي في الشباب ليس مصادما ولا محابيا ،لأني تجاوزت مرحلة العاطفة في التعاطي والتعالي، ولم أدخل بعد مرحلة التجافي والتغاضي، رأي أن الشباب أدرى بمصالحه وأعرف بقدراته لا بخبراته، فالتجارب التي تنقصه هي وحدها التي تراكم الخبرات.
بعيدا عن اراجيف ووعود لحظات اللعب بالمشاعر وتجارة الاوهام لدى البعض ابان الاستحقاقات المنصرمة ، وبعد ان خبا أُوّار السباق الرئاسي الذي حمل فيه برنامج الرئيس الفائز محمد ولد الشيخ الغزواني شعار وصف المرحلة ب"الشبابية" فدها هي ترجمتها جاءت في إحداث حقيبتين وزاريتين خاصتين بالشباب، مشكلتين اثقالا القيت على عواتق شباب غضٍ قد يكون مشحونا ومتحمسا لأي شيء مقتنعا بأنه الوحيد القادر على صنع معجزة التحليق بالوطن عاليا حتى يعانق لعاب طموحه خيوط شمس التنمية المنشودة ، تحليق يحتاج السلاح والتسلح، سلاح من اهمه جرعات مكثفة تساعد بعض الشباب على هجر موبقات ثلاث " القبيلة والجهة ومكانة العائلة" وثلاث أخريات عند آخرين قد تكون أكثر فتكا بالمجتمع قبل الدولة وهن "التهميش والفئة والغبن" انها أسلحة مدمرة بأيد المرجفين ومنظري تفكيك الاوطان وحلفاء الخارج المعادي، بهم أٌجهضت مشاريع هادفة وواعدة ،يستعمل السلاح الأول عربيد متهور لترسيخ "غيه ومصالحه " ويمتشق الثاني "المغفل" لتسويق سبب فشله الناتج عن "تقوقعه على ذاته وعجزه عن المبادرة"، وكلا النسقين أصحابهم واهمون.
يحتاج الشباب برأي تسلحا نوعيا يبدأ بالتكوين المهني المتحدث بلغة "الآلة" التي تفجر الينابيع وتروي السهول وتحمى الحقول من العاديات المعادية للمنتج، وتزيل الكثبان فتحولها مزارع، وتمهد المسالك الوعرة للسابلة في الهضاب الشم. من أهم المطايا الذلل الموصلة لهذا السلاح "التكوين المهني" فهو بلسم شافٍ لأمراض الفراغ المنزلي المزمن والفاقة المذلة، كما أنه ناجع للحماية من اعراض الإبحار في المجهول المؤدي للغرق.
في العهد الجديد حقيبتان استُحدثتا من أجل الشباب، احداهما لتمكينه من دخول الدورة الاقتصادية، والأخرى للتكوين المهني الذي به تُفتح الآفاق وتتفتق عبقريات الابداع عند أصحاب الملكات، فيحلقون بعيدا في فضاء رحب، مرحب بكل ساعٍ لأن يكون فعله ناجعا، ويداس فيه على كل راكنٍ الى الدعة والسكون والاصغاء لأراجيف المثبطين الكثر.
في هذا العهد الأبواب مشرعة لكل شاب طموح نابذٍ للعزلة النفسية، فقد سقطت سيمفونية التهميش والوصاية انتهزوا يا شباب الفرصة وخذوا أمركم بأيدكم .
يقول الفلاسفة إن الحظ هو اللحظة التي تجتمع فيها الفرصة مع الإرادة، فالإرادة بدون فرصة لا تُجدي نفعا، والفرصة بدون إرادة لا تجلب حظا.