بعد 471 يوما أي 15 شهرا من الحرب المدمرة على غزة والتي جسدت سابقة في تاريخ الحروب بعد ان جرت خارج كل القوانين والاعراف والاخلاق !!!
وبعد ان قدم الشعب الفلسطيني بسخاء 65 ألف شهيد و120 ألف جريح بعد هذه الحرب القذرة انتصرت إرادة الحياة لدى الإنسان الفلسطيني الذي يقاوم منذ العام 48 على إرادة القتل لدى الإحتلال الصهيوني والحقيقة أن الحروب لا تقاس عادة بحجم الخسائر المادية والضحايا البشرية التي تخلفها إذلابد اللحرية والكرامة من ضريبة وثمن غال تدفعه الشعوب في سبيل حريتها وإنما تقاس بتحقيق الأهداف التي قامت من اجلها من عدمها؟
فهل حققت إسرائيل أهدافها من عدوانها على غزة؟!!
للإجابة على هذا السؤال المحوري اقول إذاكانت اهداف اسرائيل من الحرب على غزة هي الإبادة الجماعية والتدمير وارتكاب المجازر المروعه بحق الشيوخ والاطفال والنساء فقد انتصرت إسرائيل بالفعل في هذه الحرب انتصارا تاريخيا؟
وإذا كان الهدف من العدوان هو انتهاك قواعد القانون الدولي عموما والقانون الدولي الإنساني خصوصا وتدمير القيم الغربية في نظر العالم أجمع وهي القيم التي ظل الغرب يبتز بموجبها حكومات العالم الثالث باعتباره الوصي الشرعي والوكيل الحصري ( للديمقراطية وحقوق الإنسان ) !!
إذا كان ذالك هو الهدف فقد انتصرت إسرايل بالفعل؟ كيف لا وهي التي تم استصدار مذكرات اعتقال دولية بحق قادتها بسبب ارتكابهم لجرائم حرب ضد الإنسانية؟ وقبل ذالك تم توجيه تهمة الإشتباه في ارتكابها لجرائم إبادة من محكمة العدل الدولية التي تقاضى الدول وقبل ذالك اصدرت محكمة العدل الدولية فتواها بعدم شرعية الإحتلال الصهيوني للأراضى الفلسطينية بعد ان طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة منها رأيها القانوني في شرعية الإحتلال من عدمها؟
!
اما إذا كان الهدف من الحرب هو القضاء على إرادة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي والقضاء على حكم حماس في غزة فقد فشلت فشلا ذريعا وخدمت القضية الفلسطينية من حيث لاتدري وحولتها من ( قضية عربية واسلامية وإفريقية) إلى حركة عالمية تجتاح العواصم الغربية كلها ،وجعلت القضية الفلسطينية في صلب اروقة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وبات الإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية من المسلمات التي لا جدال فيها وهاهي حكومة النتن ياهو تضطر لتوقيع إنفاق مع حماس بعد الضربات الامنية والعسكرية والإقتصادية التي تلقتها على يد المقاومة ومحورها وبعد ان قدم الشعب الفلسطيني العظيم 65 ألف شهيدو 120 ألف جريح كثمن للحرية والإستقلال ومازال على استعداد لتقديم المزيد فهو كما قال الشاعر الموريتاني الكبير احمدو ولدعبد القادر ..
نحن شعب قدصلبته المٱسى
صهرته الٱلام والنكبات
نسكن النار لا نبالى لظاها
زادنا العزم والإيبا والثبات
نتلقى الشهيد عزا ونصرا
والضحايا توديعهم حفلات
ونغني للموت بل ونراه
في سبيل الحياة هو الحياة..
وشعب بهذه المواصفات لا يمكن أن بهزم ابدابل ينتصراو يستشهدوله في التاريخ دروس وعبر ؛ فقد استمر الإحتلال الفرنسي للجزائر 130 سنة ثم تحررت الجائر بعدان قدمت 1مليون ونصف المليون شهيد..!!!
واستمرت الحروب الصلييية 225 سنة عبر 8 حملات ثم انتهت وعاد الشرق لاهله فحروب التحرير تتميز بطول النفس والقدرة على امتصاص الأزمات والإستعداد الكبير لدفع ثمن الحرية والكرامة؟من هنا لم يكن امام نتنياهو غير الرضوخ لمنطق التاريخ عبر توقيعه اتفاقا مع حكومة حماس لامع عراب الإحتلال الصهيوني الذي تجاوزته الاحداث..
وقع نتياهو مرغما وهو يحصي خسائر جنوده..
1 840 مابين ضابط وجندي قتلوا في هذه الحرب
2...10 آلاف جريح 37 في المئة منهم إعاقة دائمة.
3 آلاف الدبابات والمدرعات التي خرجت الخدمة العسكرية
4 (67) ملياردولاد خسائر اجمالية منها 34 مليار دولار خسائر عسكرية مباشرة.
5- 40 مليار دولار عجز الموازنة العامة للدولة.
6- 60 ألف شركة اغلقت ابوابها بعد افلاسها.
7 انخفاض في قطاع السياحة بلغ 70 في المائة وتسبب في خسارة بلغت 5 مليار دولار.
8...70 شركة عاملة في قطاع البناء والإنشاء اعلنت افلاسها مما تسبب في خسارة بلغت 4 ملياردولار.
9...30 في المائة من السكان الصهاينة اصبحوا تحت خط الفقر.وربع السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي....
10.... 260. مليار دولار خسرتها أمريكا في الحرب على غزة.
الخسائر المعنوية....
أولا . انهيار الدور الوظيفي والاهمية الإستراتجية لإسرائيل بالنسبة للغرب بعد ان اصبحت عالة عليه لا قاعدة عسكرية متقدمة له؟
ثانيا الخسائر الامنية والعسكرية بعد ان خطط ونفذ أكبر عمل عمل عسكري على مرمى حجر من إسرائيل دون ان تشعربه الإستخبارات الصهيونية ؟!!
ثالثا الخسائر الدبلوماسية بعد ان اصبح العالم أجمع على بعد خطوة من الإعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
4 الخسائر القانونية...بعد إقرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الإحتلال.واصدارها لقرار ءاخر اثر الدعوة التي اقامتها جنوب إفريقيا يقول بوجود شبهة إبادة جماعية
ثم إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال دوليةبحق القاعدة السياسيين والعسكريين الصهاينة وفي مقدمتهم النتن ياهو وكالانس.
5... خسائر اعلامية بعد سقوط الرواية الإسرائيلية داخليا واقليميا وعالميا ونجاح الرواية الفلسطينية الموثقة بالصوروالادلة المادية..
6 خسائر اخلاقية،،، حيث خسرت اسرائيل سمعتها في الغرب ( كدولة ديمقراطية) بالنسبة لهم،،وخسر جيشها سمعته العسكرية والاخلاقية بعد امعانه في قتل الاطفال الأمر الذي اخرج الشعوب الغربية عن صمتها فخرجت في مظاهرات مليونية منددة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الإنسانية ومناصرة للحق الفلسطيني.
سيدي الخير ولد الناتي