إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

نعيم قاسم : المقاومة جزء من اتفاق الطائف ومسألة ميثاقية وليست معنية بسحب السلاح

ثلاثاء, 05/08/2025 - 19:01

اعتبر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم انه “يجب إدراج على جدول أعمال مجلس الوزراء بند واضح بعنوان: كيف نواجه العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية المطلوبة؟ ما هو الجدول الزمني لتنفيذها؟ ما هي المقومات التي يمكن الاستفادة منها؟ كيف يمكن إشراك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وسائر المعنيين في عملية الدفاع عن لبنان؟ كيف نقف معًا من أجل إخراج الاحتلال الإسرائيلي؟ كيف نزيد الضغط على العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين أو بطرق أخرى؟”.

وأضاف نعيم قاسم خلال كلمة في الذكرى الأربعين لاستشهاد القائد الكبير، شهيد فلسطين، اللواء محمد سعيد إيزدي، “الحاج رمضان” (رضوان الله تعالى عليه)،: “هذه هي الأولوية، وليست الأولوية هي سحب السلاح إرضاءً للعدو الإسرائيلي. لسنا معنيين بسحب السلاح لأن الولايات المتحدة أو إحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل ما أوتيت من جهد لفرض هذا الخيار”.

وتساءل الشيخ قاسم: ” إذا كنتم فعلاً تدعمون لبنان، فعليكم أن تكونوا مع وقف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، والبدء بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى. بعد ذلك تعالوا وتحدثوا معنا في أي شأن تشاؤون، ونحن جاهزون”.

وأكد أن “المقاومة جزء من اتفاق الطائف، وهي منصوص عليها في الإجراءات المطلوبة لحماية لبنان بكافة الوسائل، ولا يمكن أن يُناقش أمر دستوري بالتصويت، بل يتطلب توافقاً ومشاركة مختلف مكونات المجتمع حول القضايا المشتركة”.

وتابع الشيخ قاسم : “كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وكما أن توزيع المناصب وفقاً للاطمئنان الطائفي يُعدّ ميثاقياً، فإن المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً مسألة ميثاقية لا تُناقش إلا بالتوافق”.

ودعا الشيخ قاسم إلى نقاش وطني حول استراتيجية الأمن الوطني والدفاعية، قائلاً: “الأمن الوطني يتجاوز مسألة السلاح، ويأخذ في الاعتبار تراكم القوة، ووحدتها، والدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. الاستراتيجية ليست لنزع السلاح وفق جدول زمني كما يتوهّم البعض”.

وأردف سماحته: “كنا ننتظر أن نجتمع مع المعنيين كمقاومة لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، لكنهم بدلاً من ذلك اختزلوا كل شيء بمطلب نزع السلاح، ولم يقدموا أي تصور حقيقي عن أمن وطني جامع. نحن لا نقبل بذلك، ونعتبر أنفسنا مكوّناً أساسياً من مكونات لبنان، وبالتالي نحن بحاجة إلى إعادة نظر في مقاربة هذا الملف”.

كما أكد حرص حزب الله على “استمرار التعاون والتفاهم والنقاش مع الرؤساء الثلاثة”، مشدداً على أنه “لا يجوز أن يُشعر أحد بالضغط فيلجأ إلى ممارسة الضغوط الداخلية، لأن مصلحة لبنان تقتضي أن يعرف الجميع أن هذا البلد له خصوصيته”.

وتابع سماحته قائلاً: “لا يصح أن يُمارَس الضغط على الداخل اللبناني بهدف انتزاع التنازلات عن الحقوق والسيادة. هذه نقطة خاطئة. يجب أن نواجه الغرب والولايات المتحدة وكل الجهات الضاغطة بالقول: في لبنان لدينا مقومات. وعلينا أن نتفاهم بيننا. كما ينبغي أن ننتبه لدعاة الفتنة الداخلية، ومن تلطّخت أيديهم بالدماء، ومن يعملون كخدام للمشروع الإسرائيلي في الداخل والخارج”.

ودعا الشيخ قاسم إلى عدم الانجرار خلف الإملاءات الخارجية، مضيفاً: “لا أحد مرتاح في هذا البلد، فالضغوط تتوالى علينا تباعاً. لكننا نقول بوضوح: هذه قضايا داخلية لا تُناقش إلا بين اللبنانيين. لا يحق لأحد أن يفرض علينا اتفاقات من الخارج. نحن نريد اتفاقاً فيما بيننا من أجل السيادة والاستقلال”.

وأكد سماحته أن “حل أي أزمة في لبنان لا يتم إلا بالتوافق، وهذا موضوع استراتيجي وأساسي يجب أن ننجزه من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الوطني”.

وأضاف الشيخ قاسم : “اليوم، يمكن للدولة اللبنانية أن تعلن أمام المجتمع الدولي مسؤوليتها عن الحدود الجنوبية والشرقية. ولتُحاسب الدولة اللبنانية إذا وقع أي حادث هناك، لأنها تقوم بواجبها كاملاً على المستوى الداخلي، وقد أثبتت قدرتها على ضبط الإيقاع ومنع المجازر والتعقيدات في القرى”.

وأردف: “يجب أن يُقال للعالم إن الدولة اللبنانية تضمن حماية حدودها وسيادتها، وهي تتحمّل مسؤولية ما يجري داخلها. ولكن لا يجوز أن يُستخدم المجتمع الدولي للمطالبة بتحقيق أهداف العدو الإسرائيلي التي عجز عن تحقيقها بالحرب”.

وتابع سماحته: “لا يحق لأحد أن يحرم لبنان من عناصر قوته التي تحمي سيادته، ولا يحق لأحد أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزاً. هذا أمر أساسي، ويجب أن يُرسّخ في الأذهان. لقد قدمنا الكثير، وقدّم اللبنانيون والجيش والشعب تضحيات عظيمة. لا يحق لأحد أن يستخف بذلك”.

وقال الشيخ قاسم: “من قدّم التضحيات وحرّر الأرض أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين. لا أحد يُزايد علينا. لنا تاريخ مشرف، وتاريخنا يختصره سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي رحل شهيداً مقداماً، شجاعاً، وقدّم للإنسانية، ولفلسطين، ولبنان ما لم يقدّمه الكثيرون”.

وتابع: “لدينا السيد الهاشمي والقادة الشهداء، ولدينا خمسة آلاف شهيد في معركة طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس، ولدينا 13 ألف جريح، ولدينا دمار ونزوح، وكل هذا تم تقديمه من أجل إيقاف العدوان. وقد نجحنا في ذلك”.

وأوضح أن” العدوان الإسرائيلي كان سيصل إلى بيروت، وكان يستهدف تغيير كل شيء في لبنان، لكن المقاومة والجيش والشعب وقفوا في وجهه ومنعوه من تحقيق أهدافه”.

وأضاف: “المقاومة بخير، قوية، تمتلك الإيمان والإرادة، وهي مصممة على حماية سيادة لبنان واستقلاله. جمهور المقاومة صابر ومتماسك، والمجاهدون على أتمّ الجهوزية للتضحية. وهذه حقيقة يعرفها الجميع”.