إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

كواليس العدوان الصهيوني على قطر والموقف الأمريكي المتناقض

أربعاء, 10/09/2025 - 06:16

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل "جدل الغرف المغلقة" الذي سبق عملية "قمة النار" وتلاها، وهي العملية التي استهدفت فيها إسرائيل عددا من قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت الصحيفة إن القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب دعمت مجتمعة أي خطوة تؤدي إلى "قطع رؤوس" قادة حماس في الخارج، إلا أن النقاش تركز حول معضلة أساسية: هل يجب التحرك فورا أم الانتظار إلى وقت لاحق؟

وفي الوقت الذي اتفق فيه الحاضرون في غرفة العمليات بتل أبيب على إرجاء البحث في المقترح الأمريكي الخاص بوقف الحرب في قطاع غزة إلى الأسبوع المقبل، دعا ممثلو جهاز الأمن العام "الشاباك" إلى التركيز على عملية الدوحة وأصروا على تسميتها بـ"قمة النار".

ورأى الشاباك أن العملية تمثل "فرصة عملياتية نادرة" يمكن من خلالها تصفية عدد من أبرز قادة الحركة المجتمعين في منزل القيادي خليل الحية، الذي يشغل أيضا منصب رئيس فريق التفاوض في حماس.

وكان هناك من يعتقد داخل إسرائيل أن تنفيذ العملية ضروري لأن قيادة حماس في الخارج هي التي تتبنى مواقف متشددة وتعيق التقدم في الصفقة المطروحة.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فقد أيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس العملية، وكذلك وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المتواجد حاليا في واشنطن. كما عبر نتنياهو عن قناعته بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تعارض هجوما على الأراضي القطرية.

ومن جهة أخرى، ذكرت قناة "كان نيوز" أن عددا من كبار المسؤولين، من بينهم رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس الموساد ديدي برنيع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر، دعموا فكرة الاغتيال لكنهم أبدوا تحفظاتهم على "التوقيت"، معتبرين أنه كان من الأفضل استنفاد المفاوضات بشأن الصفقة الجديدة التي اقترحها ترامب قبل المضي قدما.

وقالت الصحيفة إن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت علقت، مساء الثلاثاء، على التقارير المتناقضة بشأن ما إذا كانت إسرائيل قد أبلغت واشنطن بالعملية قبل تنفيذها. وأوضحت أن الجيش الأمريكي هو من أبلغ البيت الأبيض، مضيفة: "أبلغ الجيش الأمريكي إدارة ترامب أن إسرائيل هاجمت مسؤولين كبارا في حماس كانوا، للأسف، في منطقة الدوحة عاصمة قطر".

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ليفيت أوحت بأن الإدارة الأمريكية لم تكن على علم بعملية "قمة النار" إلا أثناء تنفيذها، وهو ما دفع واشنطن إلى اعتبارها "قصفا لدولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، تعمل بجد وشجاعة وتخاطر من أجل التوسط لتحقيق السلام".

وأضافت ليفيت أن الهجوم "لا يخدم أهداف إسرائيل أو الولايات المتحدة". لكنها أوضحت في المقابل أن "القضاء على حماس، التي استفادت من معاناة سكان غزة، يظل هدفا نبيلا".

وأكدت أن الرئيس ترامب يعتبر قطر "حليفا وصديقا قويا للولايات المتحدة"، وأنه "يأسف بشدة لتوقيت هذا الهجوم".

وقالت أيضا إن ترامب تحدث بعد العملية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبدى رغبة في تحقيق السلام بسرعة. فيما أبدى ترامب اعتقاده بأن من الممكن استغلال هذا "الحادث المؤسف" كفرصة جديدة لدفع عملية السلام.

 

وأفادت الصحيفة بأن ترامب أجرى أيضا اتصالا هاتفيا مساء الثلاثاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزرائه، حيث شكرهما على دعمهما وصداقتهما للولايات المتحدة، مؤكدا لهما أن "مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهما مرة أخرى".