إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

هل حقا الصادحون والمحبرون ضد الفساد صادقون؟

سبت, 18/10/2025 - 16:38

منذ نشر تقرير محكمة الحسابات والحناجر تصدح، والصحف تحبر، والافكار تنثر،شاجبة ومقدمة الوصفات الاسرع والانجع للعلاج، انها ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة فالفساد المالي ظاهرة ملازمة للسلطة، وليست وليدة نشأة الدولة الحديثة وليست خاصة بزمان ولا مكان ولا بشعب دون آخر، في لا شعورنا أن الخليفة عمر  رضي الله عنه كان الأنظف يدا وان مجتمعه كان مثالا يحتذى من حيث العفة والنزاهة، ومع ذلك وفي كتب تراثنا ان كبار معاونينه ورجال حكمه كان بينهم فاسدون نهبة للمال العام بامتياز، استحضروا فقط  مقولة "من اين لك هذا" ولمن قالها؟ قالها لمن اتأمن فخان فلم يتمالك من شدة الصدمة فانهال عليه بالعصا ضربا،  مرددا بصوت عال مقولته الشهيرة  " سرقت مال المسلمين ياعدو الله من اين لك هذا"  كما ذكر ذلك من نقلوا الخبر من غير المتهمين بالتحامل على الناهب لأنه اكبر رمزية عندهم واكثر حضورا في كتبهم من عمر نفسه، وذكره على المنابر ورسم اسمه بالمحابر الى اليوم اكثر من اسم عمر ، في اخر عهده استفحلت ظاهرة نهب المال العام ولعلها كانت السبب في تصفيته وتم ويتم التكتم عليها الى اليوم رغم كثرة حواضنها ولم يكن ابو لؤلوءة سوى اداة تنفيذ.
المال هو السبيل الممهد للجاه وتصدر المجالس والتميز عن ابناء العشيرة ورفع ذكر القبيلةوالجهة مكانا عليا بعد الخمول والنسيان.
فكم من واحد عرفتموه كان من هذه القبيلة وهذه الجهة عمرا طويلا وفجأة وبفضل النهب تغير اسمه وعشيرته ووطنه كما تغير لونه وشكله بفضل بلسم نهب المال العام، وسرعة ضم عشيرته الجديدة له في حضنها ونسجها اساطير حول هجرة اسلافه.
ما إن يخفت اوار تقرير المحكمة، وتشفعه باسماء المشمولين فيه فستلاحظون تغير الامزجة في الفضاء الازرق والاصفر وحول الموائد، فكم من كاتب  مؤثر له صولات وجولات وقلم  لا يكسر  متغنى بمحاربة الفساد سينقلب على عقبه مدافعا ومادحا لابن العشيرة الذي ذكر فاسدا معددا محامده وخصاله، فكم من بطن غرثى اشبع وكم من الأرامل والأيتام اصبحوا  باياديه البيضاء ! يرفلون في القشيب. 
وآخرون سيغطون على جهويتهم الدافعة للدفاع عن ابنائها الفاسدين بالقول إن تمسك الجهة بالبرنامج التنموي الطموح لرئيس الجمهورية هو سبب استهداف ابنائها من اجل اجهاض التوجه الذي يشكلون رافعته الوحيدة بفضل كفاءتهم ونزاهتهم وعفتهم.
من يصدق أن الشارع الموريتاني المتعلم وصناع رأيه صادق في مساندة جهود الدولة في محاربة الفساد كمن يصدق وقف ترامب لإبادة احبتنا في غزة الشموخ. 
إن جل ما يكتب شجبا ويقال لفظا هو تسجيل مواقف والا لما انتظروا التقرير.
 لا تغتروا فليس كل من لم يجد فرصة للسرقة نزيه.

سيدي محمد ولد جعفر