لم تتأخر ردود الفعل الرافضة لأسلوب ومضمون " الرسالة" الموزعة من طرف رجل الأعمال ولد بوعماتو في إطار عملية تجارية دفعت مجموعته BSA مقابل نشرها في المواقع وعلى صفحات بعض المدونين.
وقد اعتبرت الشخصية الوطنية د. عبدالله ولد النم في مقال نشر صباح اليوم في نواكشوط باللغة الفرنسية أن ولد بوعماتو " يمر بوضعية نفسية مقلقة ويعيش هبوطا أخلاقيا غير مسبوق"، ووصف "الرسالة" التي صدرت عنه ب"نسيج التلفيق والكذب والمغالطات"، وشدد د. عبدالله ولد النم على أن الشعب الموريتاني لن ينخدع بمن " جمع ثروته بطريقة غير شرعية، من التهريب والتهرب الضريبي"، مؤكدا أن الشعب الموريتاني " متمسك بقيادته وحصيلة إنجازاتها الكفيلة بنجاح مرشحي الاتحاد" وقطع الطريق أمام الفضوليين والمتطرفين.
بدوره الكاتب والإعلامي أحمد ولد محمدٌ اعتبر " رسالة" ولد بوعماتو لعبا في الوقت الضائع، وقال إن موريتانيا ودعت وبصورة نهائية الفساد والمفسدين الذين " ساهموا في تدمير مقدرات الأمة لتجويع أبناء الشعب الصامد الصبور"، خصوصا ؤولئك الذين " راكموا الثروة باختطاف الكسرة المبللة بالعرق والدموع من أفواه الأيتام والأرامل"، مؤكدا أن العودة لن تتسنى إلا " على جثث الأحرار"، وأنه لم يعد لهم في موريتانيا من نصيب خارج " شفقة تنضح بالاحتقار من ضحية ينتظر إنصاف العدالة".
وجاء تعليق القانوني جعفر كامارا على " رسالة" ولد بوعماتو، عبر مقال باللغة الفرنسية تناول عشرية الحرب على الفساد التي قادها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ضد الفساد والمفسدين، والتي قال إنها وضعت حدا " لنفوذ التهرب الضريبي والهيمنة على الصفقات والتدخل في مجالات السيادة النقدية". واعتبر المدون المعارض بابا آغ مولود أن " أكبر صفعة للمعارضة الجادة تمثلت في نضاليات بوعماتو"، معتبرا ولد بوعماتو في وضعية هرولة "خلف أمواله التي اكتسب في ظروف لم تكن شفافة".
واعتبر الكاتب والإعلامي سيدي محمد ولد ابه "رسالة" ولد بوعماتو " مليئة بمفردات أولاد لبلاد" وأضاف " رسائل ولد بوعماتو ونهيق أولاد لبلاد وهراء المنتدى بضاعة مزجاة".
وخاطب أحمدن اعليو، المدون المعارض ولد بوعماتو قائلا " نحن لسنا عبيد لديك ولست العقل المدبر لنا (..) لدينا عقول ونميز الخبيث من الطيب" مؤكدا أن ولد بوعماتو لو كان صادقا لما " عايش 20 عاما من استبداد صديقه ولد الطائع ولم يظهر مع مناهضيه".
وقال الكاتب الصحفي عبدالرحمن ولد يغل "لعل الموريتانيين لن يصدقوا الكذبة مرة أخرى لأن الثعلب لا يمكن أن يتحول دلفينا". معتبرا أن "من أسس امبراطورية مالية ضخمة من حقوق الضعفاء ومن التهرب الضريبي والتواطؤ مع أباطرة الفساد الذين نهبوا خيرات البلاد وعبثوا بمصائر العباد؛" لن يصدق أحد لا وعظه ولا وطنيته، وعاد مخاطبا ولد بوعماتو" فربما لن تنجوا بمالك وستكون لمن خلفك من المفسدين آية؛ وستعلم أن للوطن رجال قطعوا الطريق على الفساد وأسسوا لقطيعة تامة مع عهوده وأهله؛".
وقد صدرت في حق ولد بوعماتو الذي يتواجد في المنفى الاختياري منذ العام 2010 مذكرة توقيف دولية في أغسطس من العام 2017 على خلفية جرائم " الرشوة" و " الفساد العابر للحدود"، حيث يعكف البوليس الدولي Interpol على إجراءات تطبيق مذكرة التوقيف الدولية.