ينتهج تنظيم الإخوان الإرهابي استراتيجية قائمة في المقام الأول على المراوغة والبراجماتية؛ فحيثما توجد مصلحة الجماعة، تتولد القيمة والعقيدة الأمر الذي ينطبق بجلاء على فتاوى التنظيم التي صدرت قبل وبعد اعتلاءهم سدة الحكم في بعض البلدان.
فمنذ اندلاع شرارة الربيع العبري واعتلاء "الإخوان" سدة الحكم وتصدر المشهد؛ تناوب وتنافس دعاة الفتنة على إصدار الفتاوى التي تثبت أركان حكمهم؛ في الوقت الذي كانوا قديمًا يتبرأون منها ولا يعترفون بصحة الأحاديث التي تؤكد على حرمة الخروج على ولاة الأمور، وبذلوا جهودًا فاشلة في تأويلها لخدمة مصالحهم، بل أطلقوا على العلماء المتمسكين بتلك الأحاديث حملات مسعورة وألقاب مذمومة.
في السطور المقبلة حاولت وحدة الرصد في مرصد الأمن الفكري توثيق هذه التناقضات وتطويع الفتاوى من قبل الجماعة لخدمة مصالحها.
أول هؤلاء وجدي غنيم، الداعية الإخواني المتطرف الذي أعلن صراحة في أحد اللقاءات التليفزيونية عدم جواز الخروج على الحاكم حتى لو كان كافرًا؛ بل وحتى لو كان يمارس فعلة قوم لوط، وذلك إبان حكم محمد مرسي؛ الأمر الذي غيّره بعد ذلك في فيديوهات حرض فيها بشكل مباشر على الدولة المصرية.
أما الشخصية الثانية مفتي الإخوان المتلون محمد عبد المقصود الذي أكد في أحد المقاطع المرئية ان الخروج على ولي الأمر فتنة كبرى ومعصية كبيرة مستشهدًا بأحاديث السمع والطاعة بل وقال في مقطع آخر: "الحاكم لو تغلب بالسيف له السمع والطاعة"؛ ثم ما لبث أن انقلب على أمره بعد عزل مرسي وأخذ يحرض ويفتي بضرورة الخروج وإراقة الدماء.
الشخصية الثالثة يوسف القرضاوي، مفتي تنظيم الحمدين الذي يتخذ من الدوحة مقرًا له، فإبان حكم محمد مرسي خرج يؤكد أنه لا يجوز الخروج أو رفع الصوت على الحاكم القائم ولو كان ظالمًا حتى وصل به القول بأنه لا يجوز لأحد أن يرفع صوته على لإسقاط حكم محمد مرسي؛ في حين أنه أحد المحرضين والمهيجين ومطلق شرارة الفوضى ما بعد عام 2011 وحتى الآن.
الشخصية الرابعة الإخواني محمد ولد الددو الذي أكد إبان حكم الإخوان أن السعي لخلع السلطان بالقوة والسلاح حرام وطاعة ولي الأمر من طاعة الرسول؛ وهو ذاته الذي أشعل المنطقة بفتاويه المحرضة التي أكلت الأخضر واليابس في كثير من البلدان.
ونختم رصدنا بـ"إخوان ليبيا" حيث الكذوب الصادق الغرياني وصبيانه الذين تلاعبوا بالفتاوى من أجل الكرسي والمناصب، ونترككم مع هذا المقطع دون تعقيب ونترك لكم التعليق.
وختامًا.. نقول لقد اعتادت قيادات التنظيم الاستخفاف بالعقول، ففي كل مرحلة تستنسخ وسيلة دفاعية جديدة كـ"الأفاعي" تستبدل جلودها لتتعايشمع تغيرات الطبيعة والمناخ المختلف، وهذا ما يفعله التنظيم الإرهابي وأعضاؤه من حين إلى آخر، فالتنظيم الإرهابي اعتاد على الكذب والتقيّة في جلباب ديني مفلس مبتدع
المرصد اليوم
marsadtoday