تحل على الوطن العربي والقارة الإفريقية والعالم الإسلامي اليوم وأحرار العالم اجمع ذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر التي غيرت وجه التاريخ وأتت بمفاهيم سياسية واقتصادية واجماعية جديدة هي نتاج الفكر الإنساني الذي استوعب كافة التجارب الإنسانية من أجل الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية وسلطة الشعب!
ذالك أن جميع الثورات السابقة على عظمتها واهميتها لم تنقل الشعب من خانة التابع المحكوم إلى خانة السيد الحاكم الفعلى الذي بيده الثروة والسلطة والسلاح إلى ان جاأت ثورة الفاتح من سبتمر التي فجرها الثائر العربي المسلم معمر القذافي رحمه الله فحررت الشعب ورفضت النيابة ورفعت شعار " لانيابة عن الشعب والتمثيل تدجيل "والمجلس النيابي حكم غيابي""
وأقامت أول جماهيرية في التاريخ قائمة على أساس نظام المؤتمرات الشعبية الأساسية واللجان الشعبية الإدارية التي تمتلك صلاحية سن القوانين ومراقبة تنفيذها وتخضع اللجان الإدارية لتوجيهها ومراقبتها وسلطتها وتمتلك حق حلها وبذالك أصبح القرار السياسي والإداري ينبع من قاعدة الهرم وليس من قمته عبر وزير أو والي أوحاكم أو أمين عام وزارة
وأصبحت كل المرافق في المجتمع تدار بواسطة مؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ قرارات المؤتمرات التي تضم كافة المواطنين البالغين !!
فإذا كانت الديمقراطيات التقليدية تجعل السلطة محتكرة في أقلية الأقلية "السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية" فإن كل مواطن في النطام الجماهيري هو عبارة عن برلماني وقراراته ملزمة وهذه هي المفاهيم الجديدة في النظرية الجماهيرية وهي التجسيد العملي لمصطلح "الديمراطية " في المرجعية الغربية والشوري في المرجعية الإسلامية والنص القرءاني "وأمرهم شورى بينهم" الضمير هنا راجع على الأمة كلها وليس على صفوة اونخبة اوطليعة لأن القضايا التي تخص النخبة مبينة وموضحة " لعلمه الذين يستنبطونه منهم"
وبما أن الحرية السياسبة لايمكن فصلها عن الحرية الإقتصادية والإجتماعية فقد أقامت النظرية الجماهيرية نظامها على أساس تحرير الحاجات الأساسية للإنسان من اجل تحريره هو انطلاقا من قاعدة "في الحاجة تكمن الحرية وفي الحرية تكمن السعادة والذي يتحكم في حاجتك بتحكم في حريتك او في جزء منها والحرية لا تتجزأ والإستغلال سببه الحاجه .
فتم توزيع ثروة المجتمع بين افراده بشكل عادل وشفاف يقوم على قاعدة "مافوق الحاجة حاجة للغبر والإدخار الزائد عن الحاجة حاجة انسانءاخر من ثروة المجتمع.
وهو تطبيق عملي لقوله تعالى "يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" ...والعفو عند جميع التفاسير يعني مازاد عن الحاجة ،
يعززذالك هدي النبي ص "من كان معه فضل زاد فليجد به على من لا زادله ومن كان معه فضل ظهر فليجدبه على من لا ظهرله" أوكما قال
وكذالك حديث الأشعريين"إن الأشعريين كانوا إذا أرملوا في الغزو اوقل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ماكان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية فهم مني وانا منهم " اوكما قال ص
ومذهب ابي ذر الغفاري رضي الله عنه في هذا المجل معروف. فسمح بالملكية الخاصة لكن في حدود الحاجة ودون استخدام واستغلال الغير..
وهنا نقلت النظرية العالمية الثالثة العمال من خانة الإجراء إلى خانة الشركاء في الإدارة والعائد الإقتصادي انطلاقا من المقولة الخالدة "إن الأجراء مهما تحسنت أجورهم هم نوع من العبيد ،،،
وعلى المستوى الإجتماعي تم الرفع من شأن المرأة وتزويدها بكافة المعارف والمهارات اللازمة لوجدها كإنسان فاعل في المجتمع وقادرة على فرض احترامها وإرادتها على المجتمع فأصبح الشعب كله احرارا ومتساو وخال من الطبقية والطائفية والرجعية والإستغلال وهنا جلبت النظرية العالمية الثالثة لنفسها حقد النخب والصفوات والصحوات والطلائع التي شعرت بأن هذه النظرية الجماهيرية الداعية للديمقراطية المباشرة ستسلبها امتيازاتها كنخب وتسوي بينها وبين العوام حسب تعبيرهم تماما مثل رفض قريش في بداية الدعوة للإسلام لأنه سيفقدها امتيازاتها الدينية والمالية والإجتماعية ويساوي بين بلال رضي الله عنه وأمية لعنه الله!!!
وعلى الصعيد الإسلامي الذي أرادت روافد الرجعية العربية ا المرتبطة بالملوك والأمراء والأثرياء ان تجعل منه قميص عثمان الذي به يتاجرون كانت الجماهيرية بلد المليون حافظ لكتاب الله وكانت الدولة العربية الوحيده التي يعادل حافظ القرآن فيها حامل شهادة البكلوريا ويوظف بماشرة في مؤسسات الدولة كحامل شهادة وهذا لايوجد حتى في السعودية.!!!! وقدرفعت ثورة الفاتح شعار" القرءان شريعة المجتمع" وتضمنتها الوثيقة الخضراء لحقوق الآنسان والمواطن في المجتمع الجماهيري وقدرفضت الثورة القوانين الوضعية جملة وتفصيلا انطلاقا من مقولة القرءان شريعة المجتمع ،والشريعة الطبيعية لأي مجتمع هي الدين أوالعرف فالدين احتواء للعرف والعرف تعبير عن الحياة الطبيعية للشعوب.
وعلى الصعيد الخارجي ظلت ثورة الفاتح من سبتمر تعمل دون كلل من اجل اقامة الوحدة العربية والآتحاد المغاربي والإتحاد الإفريقي وتفعيل منظمة المؤتمر الإسلامي وتقارع الإمبريالية في كل مكان وتدعم حركات التحرر والشعوب المطهدةوالأقليات الإسلامية في العالم وقد قدمت للعالم الثالث عموما قاعدة ذهبية تدخلت القانون والعلاقات الدولية عموما لأول مرة وهي " فرض الإعذار والتعويض " على اطاليا عن حقبة الإستعمار مشكلة بذالك سابقة في العلاقات الدولية تنصف الضحية من الجلاد وتغري كل دول العالم الثالث بفرض نفس الحق على الدول الإمبريالية التي غزتها ذات يموم فدمرت وجودها وقتلت ابنائها واستنزفت خيراتها ولا أقول " استعمرتها" لأن ماجرى كان دمارا وليس استعارا
وقد ختم أمين القومية العربية الثائر المسلم عمره السياسي بحدثين هامين الأول هوإقامة الإتحاد الإفريقي وجر القارة السمراءكلها للعرب وجعلها تناصر قضاياهم العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية رافضا أوسلوا وملحقاتها
الحدث الثاني هو خطابه الأربعيني على منصة الأمم المتحدة الذي عرى فيه الأمم المتحدة وحيف العلاقات الدولية والنظام العالم الجديد ثم مزق ميثاق الأمم المتحدة كأعظم تعبير عن رفض شعوب العالم الثالث لنظام الأمم المتحدة الذي تهيمن عليه الدول الغربية الكبرى حيث تأخذ حق النقض الفيتو وحق العضوية الدائمة لالشيئ سوى انها انتصرت في الحرب العالمية الثانية !!!!
بينما يحرم وطننا العربي وقارتنا الإفريقية وعالمنا الإسلامي من هذا الحق فأين العدالة واين العموم والتجريد؟!!!
وقد بدأجهودا جبارة في تمزيق النظام العالمي الجديد عبر انشاء قمر صناعي افريقي لتوحيد البث والإتصال متجاوزا التبعية الرقمية للغرب وكذالك انشاء بنك افريكي لتوحيد العملات الإفريقية وفصلها عن الدولار واليورو فشعر الغرب بخطورته على مصالحه فجيش عملائه واتباعه لخلق الظروف المناسبةلتدخله من اجل القضاء على هذا الخطر الذي يمثله القذافي على مصالح الغرب لصالح العرب والأفارقة والمسلمين فقاموا بالتهييج والتهريج فتدخل العدوان الصليبي الأربعيني فقتل القذافي كشخص لكنه ابقاه كرمز للعزة والكرامة والشموخ. .
هذا عن ثورة الفاتح بالأمس وعن قائدها الرمز شهيد الفاتح معمر القذافي رحمه الله اما ليبيا اليوم فحالها يكفي عن سؤالها ؟؟!!!
سيدي الخير ولد الناتي