علمنا جميعا أن كبار السن ومن يعانون من حالات كامنة هم الأكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب فيروس كورونا، ولكن الشباب الأصحاء يمرضون بشدة أو يموتون بسبب المرض أيضا.
ويشتبه بعض العلماء في أن المصائر السيئة لمرضى كورونا الصغار، قد تُكتب في حمضهم النووي.
وتبين أن زهاء 80% من الأشخاص الذين يموتون بسبب كورونا، يبلغون 65 عاما أو أكثر، ولكن البيانات التي نشرتها مراكز الأمراض والوقاية منها (CDC) في الشهر الماضي، كشفت أن نحو 40% من مرضى فيروس كورونا في المستشفيات، هم من الشباب أو في منتصف العمر.
ويعتقد الدكتور جان لوران كازانوفا، من جامعة Rockefeller، أن هؤلاء المرضى الصغار (النادرين) الذين يقعون ضحية المرض بشكل يائس على نحو عشوائي على ما يبدو، قد يكون لديهم عوامل خطر غير مرئية، تسمى “الأخطاء الفطرية في المناعة”.
ويقوم جان وفريقه الدولي من المتعاونين بتجنيد مرضى فيروس كورونا في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من العمر، الذين تكون أمراضهم مهددة للحياة، ويخططون لسلسلة واختبار جيناتهم، بحثا عن جزء من التعليمات البرمجية، يجعلهم أكثر عرضة للخطر.
وبالإضافة إلى السمات الواضحة مثل الشعر ولون العين، يحتوي حمضنا النووي أيضا على تعليمات لأجسامنا لبناء كل شيء من خلايا المخ والعظام إلى قلب نظام المناعة.
وتؤثر الحالات الصحية المزمنة مثل أمراض القلب والرئة والسكري، على جهاز المناعة أيضا، ما يقلل من قدرتنا الطبيعية على مكافحة العدوى. ويولد بعض الأشخاص بمناعة ضعيفة، بسبب الظروف الجينية أو الاختلافات.
ولكن الدكتور كازانوفا واحد من العلماء في طليعة اكتشاف أن علم الوراثة قد يجعل بعض الأشخاص أيضا عرضة للإصابة بعدوى معينة، على عكس تأثيرات جينات BRCA على مخاطر الإصابة بأورام خبيثة معينة، وخاصة سرطان الثدي.
وفي مقابلة عبر “السكايب” مع DailyMail.com، أوضح الدكتور كازانوفا أن “بعض الأشخاص لديهم اختلافات وراثية تجعلهم عرضة بشكل انتقائي لهذا الفيروس على وجه الخصوص”. إنها ظاهرة شاهدها جان وفريقه لدى طفل صغير كان مريضا بالإنفلونزا. واتضح أن الطفل لديه نوع مختلف من الجين الذي يرمز لعنصر من جهاز المناعة، يعمل مثل نظام الإنذار للباقي.
وبسبب هذا الشذوذ في حمضه النووي، لم يتلق جسده رسالة مفادها أن الإنفلونزا غزت خلاياه، لذلك لم تنفذ الهجوم المناسب.
ورأوا هذا النمط أيضا لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسل. وكان هؤلاء المرضى يعانون من نقص في إشارات الخلايا المسماة الإنترفيرون.
والآن، يحول الدكتور كازانوفا وفريقه تركيزهم إلى COVID-19، وبدأوا بالفعل في جمع المرضى من جميع أنحاء العالم، معظمهم في الولايات المتحدة وفرنسا – للدراسة.
وبمجرد وصول هؤلاء المرضى، يمكن للفريق البحثي البدء في دراسة سلسلة جيناتهم والبحث عن الاختلافات المرشحة .
ويقول كازانوفا، إن هذه الجينات تبدو واعدة بأنها قد تكون سببا للمرض. وإذا وجدوها، فقد يجدون أيضا أنماطا أخرى من القواسم المشتركة بين هؤلاء المرضى. وسيكون مثل هذا الاكتشاف إنجازا كبيرا، ولكنه لن يكون فوريا.