يحاول البعض أن يقول للمورتانيين: إن التداول السلمي للسلطة يعني مغادرة رئيس وتسلم آخر لكرسي الرئاسة، وهذا الفهم فهم سقيم
إن التداول يعني في مجمله أن يقبل الجميع بنتائج اقتراع شفاف، وأن يرضى بأن يتيح هذا التداول قراءة متأنية ومشتركة، للخارطة الانتخابية الجديدة
ومن التداول أن يحقق الرئيس المنتخب مقتضيات الدستور بأن يكون رئيسا لكل الموريتانيين، سواء من صوت معه ومن صوت ضده ، فهو منذ أعلن المجلس الدستوري تزكية فوزه، أصبح رئيسا للجميع، ولم يعد رئيسا لحزب ، أوجهة ، أو جماعة
كما أن التداول السلمي يفرض الاحترام التام للرئيس المنصرف، وللرئيس المنتخب، وليس هناك عهد يلزم أيا منهم بالتزامات لأية تشكيلات حزبية أو حكومية ، إلا ما نص عليه دستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية، من آجال وإجراءات ابترتوكولية لتسليم السلطة في فاتح أغسطس القادم ، واعتراف الجميع بأنه لا وجود لأزمة سياسية بعد قرار المجلس الدستوري، ولا وجود لطرف محاور غير الرئيس المنتحب
إن الترويج لحكومات الانترنيت، ولحوارات الانترنيت يجب أن يتوقف، وأن يكون الجميع على مستوى المسؤولية التاريخية، وعلى الجميع أن يدرك أن عهد الإجماع الوطني ليس في عجلة من أمره، وأن من لا يملك صلاحيات دستورية ، لا يمكن أن يقود مفاوضات مصيرية ، تتعلق بأطراف مختلفة الرؤى والتوجهات.
الأولوية الآن ليست للتجاذبات والمصالح الشخصية والمحاصصة السياسية ، بل لتكريس مناخ الانتماء لمشروع التداول ، الذي يشمل الرؤساء، والحكومات، والأحزاب، والرؤى في مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة
وما يؤول إليه هذا التحول ، ليس قرارات مرتجلة، ولا اتفاقا بين اتجاه أو اتجاهين ، بل سيكون آلية تفكير معمق ، ونتيجة حوار متأن وثري يشارك فيه الموريتانيون جميعا ، دون تخندق ، ودون عجلة ودون إقصاء.
لقد انتخب الموريتانيون رئيسا يملك أهلية وثقافة لم الشمل وجمع الكلمة ، حكيما إذا قرر، أمينا إذا التزم
فلا تستعجلوا أمركم قبل أداء القسم.
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي